بدأت قصة “أور بلو – Or Bleu” في آيسلندا. وكيف ألهم جمال المناظر الطبيعية البكر مجموعة كارت بلانش – Carte Blanche من تصميم كلير شوان. إبداعات انعكست على إبداعات فنانين آخرين: جان إريك وايدر وموليكول.
من أجل ابتكار مجموعة أور بلو – Or Bleu وتجسيد قوة وجمال الماء في تلك الإبداعات الستة والعشرين، قامت المديرة الإبداعية برحلة إلى آيسلندا للحصول على الإلهام.
استدعت الدار جان إريك وايدر، مصوّر ألماني متخصص بالمناظر الطبيعية الشمالية. وقد سار على خطى كلير شوان في سياق هذا التعاون لتصوير المناظر الطبيعية التي ألهمت قطع المجموعة.
تعاونت دار بوشرون أيضًا مع موليكول، وهو فنان فرنسي يشتهر بأسلوبه في التقاط الأصوات في البيئة الطبيعية، والتي يعالجها بعد ذلك لابتكار موسيقى إلكترونية. وقد ذهب موليكول أيضًا إلى آيسلندا لالتقاط أصوات تلك المناظر الطبيعية، حيث مزجها بعد ذلك لإنتاج موسيقى إلكترونية مخصصة للمجموعة.
كرست كلير شوان مجموعتها الجديدة كارت بلانش – Carte Blanche للإشادة بالماء – المورد الحيوي النفيس. فاستقت إلهامها من المياه الآيسلندية. القوية والجارفة والنقية. وفي سعي لمحاكاة لونها وقوامها ووتيرتها وانعكاسها وأيضًا شفافيتها، تتخطى الدار حدود الإبداع مرة أخرى. إذ ابتكرت بوشرون 26 إبداعًا من المجوهرات الراقية تُشيد بالماء، وتُخلد جماله إلى الأبد.
لمشاهدة المجموعة https://www.boucheron.com/ae_ar/high-jewelry/collections-carte-blanche/or-bleu
كاسكاد Cascade
فتبدع قطعة من الذهب الأبيض والماس بطول 148 سم، وهي أطول قطعة صنعتها مشاغل بوشرون. وتتضاعف المفاجآت مع “كاسكاد – Cascade” الذي يتحول إلى عقد أقصر، ينفصل عنه زوج من أقراط الأذن المتدلية. ووفاءً لهذا الإلهام، صنعت مشاغل بوشرون قطعة في غاية الرقة. تشكل تحديًا حقيقيًا من حيث الدقة والصبر في هذه الأحجام غير الاعتيادية. رُصِع هذا الشلال بما لا يقل عن 1816 ماسة مختلفة الأحجام. فيما تأتي البنية الشبكية الدقيقة على شكل خط لتمنح القطعة مرونة فائقة ومظهرًا واقعيًا مذهلًا.
أوند ondes
قطرة تسقطُ فتهز توازن الماء الهش. تلك اللحظة بالذات هي التي أوحت بالإلهام لإبداع مجوهرات أوند – Ondes.
فسعى استوديو بوشرون إلى تصوير هذه الحركة الطبيعية، وحاول أولًا محاكاة الحركة على الحاسوب من خلال برنامج ثلاثي الأبعاد، وحصل على أحجام عقد مع خاتمين. السيراميك الشفاف؟ زجاج الياقوت؟ أي مادة يجب اختيارها للحصول على هذه الواقعية؟ اختارت كلير شوان الكريستال الصخري المنحوت والمصقول. تتميز تلك القطع بدقة وبراعة حركتها المتموجة. ويتلاشى مظهر المعدن في هذا العقد المُصمّم ليلتحم مع البشرة. لذا شكل تحديًا حقيقيًّا للخبراء الحرفيين إذ كان عليهم، بالإضافة إلى النحت، التأكد من توافق العقد مع انحناءات الصدر. وبما أن الشفافية لا تترك مجالًا للمساومة، رُصِع هذا الإبداع بـ 4542 ماسة بطريقة غير مرئية، تحت الكريستال الصخري. وتظهر في وسط كل موجة، ماسة مرصعة داخل إطار.
أو دانكر Eau d’Encre
بعيدًا عن الألوان البلورية، تكشف مياه آيسلندا الداكنة عن طبيعة قاسية. استوحت منها كلير شوان اللون المكثف لابتكار هاتين القطعتين: سوار وخاتم يحملان بالتأكيد اسم مياه الحبر، “أو دانكر – Eau d’Encre”.
فانتقت الدار حجر السبج، وهو حجر بركاني اختير لجمال لونه الأسود الحالك. يتألف السوار من كتلتين متطابقتين من حجر السبج. ونُحتِت المادة استنادًا إلى ملف ثلاثي الأبعاد يحاكي الأمواج من أجل تصوير حركة الماء بأكبر قدر من الدقة. أما الخاتم المرصع بماسة بقطع الإجاصة من فئة D-VVS1 تزن 2.01 قيراط، فإن إبداعه استند إلى خيار حجر السبج. وأُجري ترصيع ثلجي على القطعتين لتحقيق تباين مع اللون الأسود للحجر. في إشارة رقيقة إلى زبد الأمواج المتلاطمة فوق الرمل الأسود للشواطئ.
سابل نوار – Sablenoir
زبد الموج على الرمل الأسود. نهلت كلير شوان الإلهام من تلك الشواطئ الفاتحة والداكنة لابتكار سلسلة من القطع تصوّر ألوانها وتبايناتها وكذلك المادة المستخدمة في صناعتها. ومع “سابل نوار – Sable Noir” نجحت الدار في تحقيق إنجاز يتمثل في تجميد الرمل في ثلاثة إبداعات.
وليست هذه المرة الأولى التي تُدخل فيها دار بوشرون الرمل في إحدى مجموعات المجوهرات الراقية. ففي عام 2015، استُخدم رمل من صحراء طهار في إبداع عقد. وفي هذا العام، جُمعت كمية من الرمل الأسود وفقًا لتقنية طباعة ثلاثية الأبعاد تربط حبوب الرمل فيما بينها من خلال إضافة طبقة رقيقة للغاية من البوليمير للحصول على الشكل المرغوب. مثل قطعة من البقلاوة. تُستخدم هذه التقنية في الأصل في صناعة السيارات والطائرات، وتتيح الحصول على مادة متينة للغاية تُبرز بنية الرمل قزحية اللون. يتميز هذا العقد بمشبك مخفي يستتر خلف قطعتين من الماس. نُفذت أقراط الأذن على شكل قطرات باستخدام نفس تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد.
يشكل السوار العريض الصلب القطعة الأساسية لهذا الطقم الثلاثي، ولا يحتوي على أي حافة معدنية، كما لو أنه منحوت في الرمل الأسود. ويكتسب هذا الإبداع لمعانًا مذهلاً من خلال ترصيع ثلجي ذي مظهر طبيعي.
أيسبرغ – Iceberg
لى شاطئ من الرمل الأسود، تنعكس أشعة الشمس على كتل الثلج مثل أحجار الماس. وقد أوحى “شاطئ الماس” بالإلهام لإبداع هذا العقد وأقراط الأذن، مصوّرًا تلاعب الضوء وشفافية تلك المنحوتات سريعة الزوال.
كما صُقِل الكريستال الصخري لإعادة تصوير الشكل البلوري لقطع الجبال الجليدية المنجرفة على الشاطئ. أبدع خبراء بوشرون الحرفيون كنوزًا من الخداع البصري (بأسلوب ترومبلوي) تجلت في تلك القطع. إذ استُبدلت المخالب العادية المصنوعة من الذهب الأبيض والتي تعانق الماس، بالكريستال المُجهز لاستقبال الأحجار الكريمة مباشرة في كنفه. وهكذا أصبح من الصعب تحديد الشبكات العديدة التي تجمع العناصر فيما بينها بالعين المجردة، حيث تبدو جميعها محيطة بالعنق. وأخيرًا، تخبئ بعض القطرات سرًا ثمينًا: شريحة برّاقة مرصوفة بالماس موضوعة تحت الكريستال الصخري، تؤدي دور العدسة المكبّرة التي تضاعف تأثير اللمعان.
فاغ Vague
البحر هائج. صُممت هذه القطعة “فاغ – Vague” لتكون بروشًا وحلية للشعر في آن واحد، وتُشيد بعظمة الماء. وتحاكي شكل تاج من الأرشيف يعود للعام 1910، مستوحى من اللوحة الفنية “موجة كاناغاوا الكبيرة” للفنان هوكوساي.
وُلدت هذه القطعة نتيجة للخبرة الحرفية التقليدية في المجوهرات الراقية، حاملة معها كل الشاعرية الطبيعية للتصميم الأولي. وقد شُكل كل تفصيل يدويًا من خلال تقنية الشمع الضائع، التي تنطوي على نحت الحجم المرغوب في قالب الشمع. ويُصنع بعد ذلك قالب للحصول على طبعة سلبية للشمع، يُسكب فيه الذهب ليكتسب شكل الموجة. وأخيرًا، تُرصّع بـ 851 ماسة مستديرة بوزن إجمالي 20 قيراطًا.
فلو – Flots
تتدفق المياه على المنحدرات الصخرية. وقد ولد هذا المنظر الطبيعي بروش “فلو – Flots”. الذي يشيد أيضًا بقطعة أخرى من أرشيف بوشرون، وهو مشط يعود لعام 1901.
حيث تحاكي الماسات التي تبدو معلّقة بخيط شلالات المياه بفضل شبكات متحركة مستقلة بعضها عن بعض تتحرك عند الارتداء. ولإضفاء الواقعية على حركة الماسات التي تحاكي تموج الماء، صنع الحرفيون ترصيعات بالرقائق، تسمح بإخفاء المعدن الذي يحيط بالأحجار. ونادرًا ما تُستخدم تقنية الترصيع هذه في وقتنا الحالي، لكن يمكن العثور عليها أحيانًا في المجوهرات القديمة مثل قطعة الأرشيف العائدة لعام 1901. ويضفي تناوب الماسات المستديرة ذات الأحجام المختلفة مزيدًا من الواقعية على قطعة المجوهرات.
جيفر Givre
أرادت كلير شوان تجسيد الحالة المتوسطة للماء، فتصوّرت “جيفر – Givre”، طقم مجوهرات من نوع جديد يحاكي حركة الهوابط متدليًا على طول الجسم.
تتتابع قطعة مجوهرات للشعر مع قرط للأذن وقطعة مجوهرات للكتف وخاتم في حركة تتحكم فيها الجاذبية.وهنا أيضًا، لا يكاد يظهر المعدن، إذ يترك المكان للعناصر الثمينة: مثل اللؤلؤ وعرق اللؤلؤ والماس. استلزم إنجاز هذه القطع ما لا يقل عن 691 حبة لؤلؤ. فشكل ذلك تحديًا كبيرًا لدائرة الأحجار التي بحثت عن مجموعة ذات أحجام مختلفة وألوان متجانسة تمامًا للالتزام بتصميم الاستوديو. وتظهر الحركة في هذا الخاتم أيضًا، من خلال طبق يدور بفضل نظام بكرات يتيح دوران العناصر دائمًا في الاتجاه الصحيح، وهو اتجاه ذوبان المياه.
أو فيف Eau Vive
تترك قوة المياه الآيسلندية المتدفقة بصماتها على الجسم. ويبدو البروشان المخصصان للكتف “أو فيف – Eau Vive” واقعيين كأنهما يجرفان كل شيء في طريقهما.
كل تفصيل في هاتين القطعتين المتناسقتين تمامًا هو نتاج تمازج التقنيات الرائدة مع الخبرة الحرفية في صياغة المجوهرات الراقية. صُنع هذان البروشان استنادًا إلى برنامج حاسوب ثلاثي الأبعاد، فنُحتا في كتلة واحدة مستطيلة من الألمنيوم، في محاكاة لحركة الموج الحقيقية. وتُقدم هذه المادة المُختارة لطابعها الخفيف (أخفّ بثماني مرات من الذهب) لطقم المجوهرات راحة ليس لها مثيل. فيما ساعد غمر هذه الموجات في حمام من البالاديوم على تعزيز اللمعان. كما رُصّعت الماسات بدقة كبيرة، مثل أشعة الشمس المنسدلة على الموجة. أما مشبك البروشات، فيتألف من نظام مغناطيسي قوي يتيح الكثير من الحرية دون ظهوره إلى الخارج.