جدة “عروس البحر الأحمر” تعبق بعطر الماضي العريق وتنسجم مع الحاضر الطموح.
المدينة العتيقة أنشأها ثالث الخلفاء الراشدين، عثمان بن عفان ، كميناء رسمي لنقل البضائع عبر طرق التجارة عبر المحيط الهندي وصولا إلى مكة المكرمة عام 647م ، ولا تزال المنطقة محتفظة بين أروقتها بالطابع القديم مع التطورات الحديثة في جدة.
بُنيت منطقة البلد “جدة التاريخية” على أرض ساحلية جذابة، جعلتها مركزا بشريا يضم العديد من الثقافات عبر السنين. تكشف لك هذه المنطقة الستار عن تراث إنساني، قاومت أسواره العوامل التاريخية بثمانية بوابات عُرفت بقصصها التاريخية، إلى جانب أكثر من 10 بيوت أثرية يُشاد بتصاميمها المميزة وأسماء أسرها العريقة، هذا هو المكان الذي ستحصل فيه على أفضل صور دافئة.
اكتشف المنطقة التي اختيرت لتكون ضمن قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو، بعد أن تحولت المنازل الأثرية فيها شيئًا فشيئًا، باستخدام أحدث الوسائل والخبرات، إلى معارض فنية ومقاهي مختصة، حيثما رفعت رأسك في البلد ستجد الرواشين الخشبية تطل كشاهد معماري أصيل، يتوّج الحياة العصرية التي تعبر تحته.
لا يقتصر سحر البلد “جدة التاريخية” على المباني العتيقة المسجلة كتراث عالمي في منظمة اليونسكو، فهي تتميز بموقع يبعد عشرين دقيقة عن أفضل تجارب التسوق والخيارات العالمية للمطاعم.
وتضم منطقة جدة التاريخية أعرق الأسواق الشعبية عبر الأزمنة، وتمثل وجهة مفضلة لمحبي التراث والقطع التذكارية، وللباحثين عن أصحاب الحِرف والصنعة والعروض التي لا يمكن تفويتها.
ومن أسواق المنطقة “سوق علوي”، الممتد على شارع قابل و”سوق البدو” الذي انطلق منه معظم التجار البارزين في المشهد المحلي اليوم. وفي انتقالك بالمنطقة نفسها إلى “برحة الشجرة”، تمتد أسواق متفردة بـ”الخاسكية” يوزع أهل الصنعة به منتجات أصلية وقطع ثمينة مُعدة يدويًا، “سوق الندى” خيار آخر ممتع، ممتد في منطقة جدة التاريخية بين المباني القديمة وأكشاك الوجبات الخفيفة.