بوتان “مملكة الهملايا” أول دولة خالية من الكربون في العالم

بتاريخها العريق وثقافتها الغنية ومناظرها الطبيعية الخلابة الكثيرة، سيجد المسافرون في مملكة بوتان وجهة سفر فريدة حقًا تزخر بالخبايا والكنوز.

تحتضن على أرضها العديد من الفنادق الفاخرة والتجارب الآسرة والأنشطة المتنوعة التي تناسب جميع أفراد الأسرة.

عميقًا في قلب آسيا، وتحديدًا على أعلى قمم العالم، تقع دولة صغيرة غير ساحلية تُدعى مملكة بوتان، وجهة فريدة من نوعها تغمرك بالسعادة وراحة البال بمجرّد أن تطأ أرضها. ولهذه المملكة المميّزة مسميّات مختلفة، إذ قد يدعوها البعض “مملكة الهملايا” أو “أرض تنين الرّعد”، إلّا أنّ الجميع يُجمع على كونها الوجهة الأمثل لعشاق الطبيعة وعشاق المغامرة وعشاق الحياة البرية وهواة الثقافة، كما والباحثين عن تجربة سفر فريدة وآسرة حقًا. وتحتضن المملكة على أرضها العديد من الفنادق الفاخرة والتجارب الآسرة والمخصّصة التي تناسب الجميع بصرف النظر عن أعمارهم، كما وتوفّر ملاذًا راقيًا بعيدًا عن صخب الحياة في المدينة.

تقع مملكة بوتان تحديدًا بين التبت (الصين) والهند، ما يغمرها بجوّ من الروحانية الفائقة التي تثري ثقافتها وتخلق وجهة ترحب بالناس من جميع الخلفيات والأديان. وتجدر الإشارة إلى أنّ سياسة الترحيب الحارّة التي تتّبعها المملكة تناسب جميع فئات المسافرين من الشرق الأوسط. هذا وتوفّر بوتان سهولة وصول المسافرين من المنطقة، كما وخدمات نقل متوفّرة من دلهي وكاثماندو وكلكتا، وذلك في غضون أربع ساعات تقريبًا بالطائرة من الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، إضافةً إلى خدمات نقل من بانكوك وسنغافورة وبنغلاديش على أساس منتظم.

سياحة مستدامة

على منحى آخر، تمتدّ الغابات على مساحة 70% من بوتان، ما يجعلها بالتالي أوّل دولة خالية من الكربون في العالم، وهو ما يعكس النّهج الفريد الذي تعتمده الدولة لتشجيع السياحة المستدامة. وتمتاز بوتان كذلك بمناخها اللطيف على مدار العام، إذ يغلب عليها الطقس الدافئ إلى المعتدل، فيما تطغى النسمات الباردة والمنعشة على ليليها، ما يجعلها الوجهة الأمثل للزيارة في أي وقت من السنة. ببساطة، سيجد الزوّار أبواب المملكة مشرّعة أمامهم لاستكشاف خباياها وكنوزها متى ما شاءوا، من المدن الغنية بالتاريخ العريق وصولًا إلى الجبال الشاهقة.

الفنادق

تقدّم مملكة بوتان لزوّارها شتى خيارات الإقامة عالية المعايير، إذ يمكن لهم الإقامة في منازل عادية أو الإقامة في فنادق من فئة 3 و4 و5 نجوم. وتحتضن بوتان في الواقع على أرضها تسع علامات تجارية فاخرة من فئة 5 نجوم. كذلك تتوفّر خيارات ممتازة من فئة 3 و4 نجوم للمسافرين الذين يتّبعون ميزانيات محددة.

بوتان للعائلات

كذلك تعدّ بوتان الوجهة الأمثل للعائلات، وذلك لوفرة الأنشطة الخارجية والتجارب الثقافية فيها. فعلى سبيل المثال، يمكن لأفراد الأسرة الضلوع في رحلة مشي على طول أفضل مسارات المشي في آسيا وأعظمها في العالم، مسار ترانس بوتان، وهو مسار مشي بطول 403 كيلومتر يمتدّ من ها في غرب بوتان إلى تراشيجانج في شرقها. علاوةً على ذلك، كانت حكومة بوتان قد أطلقت مبادرة سياحة مستدامة لا تتوخّى الربح، وذلك لاستعراض بعض من إرث بوتان الثقافي نيابةً عن أهلها. وتتضمن هذه المبادرة رحلات تتراوح مدتها من ساعة إلى شهر واحد. وتشمل الأنشطة العائلية الأخرى معسكرات الرماية وأنشطة ركوب الخيل وركوب الرمث في المياه البيضاء ومشاهدة الحيوانات في بيئتها الطبيعية وأنشطة الفنون والحرف التقليدية وغيرها الكثير.

أمّا للراغبين بالاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة من الجو، فتضع بوتان بين أيديهم فرصة لا تفوّت للقيام بجولة خاصة بالهيلوكوبتر ومشاهدة الممرات المائية المتلألئة والغابات الكثيفة التي تزخر بها الدولة الفريدة من نوعها.

الطبيعة والأنشطة الخارجية

كما سبق وذكرنا، تزخر بوتان بالكنوز والخبايا المميزة، إلّا أنّ أبرزها وأشهرها هو في الواقع دير عشّ النمر، أو دير بارو تاكتسانغ، الوجهة الأمثل للتنزه في بوتان. يتكوّن دير عشّ النمر من بعض المباني التي تمّ بناؤها على منحدر بارتفاع 900 متر من الأرض، وهو خير مثال على ثقافة بوتان الغنية والمتنوعة.

وبحكم موقعها على جبال الهملايا، تغتني بوتان بالكثير من الأنهار المثالية لممارسة الرياضات المائية. في الواقع، يمكن للزوّار ركوب الرمث على مدار مواسم السنة أجمع. ويعدّ نهرا مو وفو في بوناخا أشهر نهرين لركوب الرمث في بوتان. ولا تقتصر الأنشطة الخارجية على ما سبق فحسب، إذ يمكن للزوار الاستمتاع بأنشطة الرماية والتجديف بالكاياك والرحلات وركوب الدراجات في الجبال وصيد الأسماك وتسلق الصخور والطيران المظلي.

الحياة البرية

أمّا على صعيد الحياة البرية، فتأوي المنتزهات الوطنية العديدة في بوتان مجموعة متنوعة ورائعة من مختلف فصائل الحياة البرية والنظم البيئية. وتتخذ النمور ووحيدي القرن والنمور الملطّخة والدببة الكسلانة من الغابة الاستوائية الخصبة في الأراضي المنخفضة الجنوبية موطنًا لها، في حين تتخذ النمور المرقّطة والغورال والسيرو والطاكن، الحيوان المذهل الذي تعتمده بوتان كحيوان وطني، من غابات المنطقة المعتدلة موطنًا لها. وتوفّر بوتان لزوّارها في هذا الإطار العديد من الجولات المخصّصة لمشاهدة هذه الحيوانات عن كثب.

الثقافة

لقد نجحت بوتان رغم كلّ شيء في الحفاظ على إرثها الثقافي الغني. في الواقع، فإنّه بمجرد أن تطأ أقدامهم أرض أسعد بلد في العالم، سيندهش الزوار بسحر التراث المحفوظ جيدًا وجمال المعالم السياحية اللذان يمثلان مجرد جزء بسيط من الثقافة البوتانية الحقيقية. وباعتباره أسعد شعب في العالم، فلا عجب أن الشعب البوتاني يحتفل على مدار العالم بالعديد من المهرجانات، بما في ذلك مهرجان بارو تشيتشو، وهو مهرجان الربيع الذي يتمّ الاحتفال به في شهر مارس، كما ومهرجان كورا في تراشيجانج ومهرجان ها الصيفي. وتمتاز هذه الاحتفالات الزاهية بأجوائها الحماسية والممتعة التي تخلق تجربة آسرة للزوار.

المأكولات

وبطبيعة الحال، فلا عجب أن المطبخ البوتاني ينضح بالنكهات الشهية، لا سيّما وأنّه يقوم على التقاليد المحلية ويُحضّر من المكونات المزروعة محليًا. فرغم تأثره بعض الشيء بمطابخ الهند والصين والتبت، لا يزال المطبخ البوتاني يسمو بنكهاته الفريدة. وتكثر الخيارات النباتية في الدولة، ما يضمن استمتاع الزوار بالخيارات “الحلال”. هذا وتقدّم معظم المطاعم مقبلات عربية وأكثر من50٪ من هذه المطاعم لديها خيارات نباتية، في حين تقدّم بعض الفنادق من فئة 5 نجوم لحومًا حلال. وتجدر الإشارة في هذا الإطار إلى أنّ المنتجات النباتية في بوتان محلية وعضوية بالكامل، في حين يتمّ استيراد المنتجات الحيوانية، وذلك بحكم أن ذبح الكائنات الحيّة منافٍ للقانون.

الصحّة والعافية

تنعم بوتان بمناظر ساحرة وهالة آسرة للروح تجعلانها الإجابة الأمثل للباحثين عن عطلة تنعش الروح وتحيي الجسد. في الواقع، تغتني بوتان بالعديد من مراكز اليوجا والتأمل، بما في ذلك البرامج المكثفة للخلوات ومراكز الإيواء التي تبعث في الروح حالة من الهدوء والسكينة.

أمّا للراغبين في الاستمتاع بعلاجات الاسترخاء، فسيجدون مطلبهم في أيّ من مراكز العافية والفنادق التي تقدّم علاجات مهدئة وعلاجات بوتانية تقليدية، فضلًا عن علاج فريد يُدعى علاج المانشو أو علاج حمام الأحجار الساخنة. وينطوي علاج المانشو على تسخين أحجار النهر حتّى تصبح حمراء اللون، ومن ثمّ غمرها في أحواض خشبية مليئة بالماء، وذلك لعلاج شتى الحالات كآلام المفاصل والتهاب المفاصل والتقرحات والالتهابات والجيوب الأنفية.